بعد 30 شهرا من الاستجواب والملاحقة القانونية، نال معلم سعودي البراءة من محكمة المدينة المنورة بعد اتهامه بكتابة قصـيدة تشبه الممثلة التركية التي أدت دور "لميس" في إحدى المسلسلات التلفزيونية، بالكـعبة.
وصرفت المحكمة أمس النظر في الدعوى المرفوعة ضد المعلم عبدالحكيم العوفي لعدم ثبوت نسبة القصيدة إليه.
وضعت محكمة المدينة المنوّرة، صباح أمس، حداً لـ 30 شهراً من الملاحقة طالت معلماً سعودياً بتهمة كتابته قصيدة شعر شبه فيها الممثلة التركية "لميس" بالكعبة. وصرفت المحكمة النظر عن قضية المعلم عبد الحكيم العوفي لعدم ثبوت نسبة القصيدة إليه.
وعلمت "الوطن" من مصادرها أن التحقيقات أسفرت عن عدم وجود أية علاقة بين المعلم والقصيدة، بعد سلسلة استجوابات أجرتها أطراف عديدة، من بينها وزارة التربية والتعليم وإمارة المدينة المنورة وهيئة التحقيق.. وأخيراً محكمة المدينة التي أعلنت عن انتهاء القضية ببراءة المعلم من التهمة الموجه له.
وكانت مواقع إلكترونية ومنتديات قد نشرت قصيدة شبه فيها صاحب النص "الكعبة" بالممثلة التركية التي لعبت دوراً بطولياً في المسلسل التركي "سنوات الضياع" قبل ثلاث سنوات. و قوبل النص بموجة عارمة من السخط من قبل كثير من الأوساط ضد العوفي الذي يعمل معلماً في مدرسة التحفيظ بمحافظة الحناكية. مما حدا بوزارة التربية والتعليم "الوزير السابق عبد الله العبيد" إلى فتح تحقيق للتأكد من علاقة المعلم العوفي بالقصيدة. وتم إجراء أول تحقيق معه من لجنة المتابعة في إدارة التربية والتعليم في المدينة المنورة بناء على توجيه من وزير التربية والتعليم. وقد نفى المعلم عبدالحكيم العوفي علاقته بما نسب إليه من أبيات.
وفي مطلع 1430 أجرت إمارة المدينة المنورة تحقيقاً مع المعلم وإدارة المدرسة، وتم تحويل القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال التحقيق، وشمل التحقيق استجواب زملاء ومقربين للعوفي، إضافة إلى إدارات التعليم السابقة. وحولت القضية في الشهر السادس من عام 1431 هـ إلى محكمة المدينة واستدعي العوفي إلى عدة جلسات، حتى أبلغ المتهم صباح أمس بانتهاء القضية وعدم علاقته بالقصيدة المنسوبة إليه .
وبحسب مصادر "الوطن " فإن عبد الحكيم العوفي لم يوكل محامياً للدفاع عنه، وأكد في التحقيقات أنه لم يكتب بيتاً منها رغم تأكيده على أن الشعر يظل في نهاية المطاف لغة مجازية لا يحق لأحد أن يحكم على شاعر معين بناءً على شعره فقط.
قصيدة عبدالحكيم العوفي يشبه لميس بالكعبة
يا طيورَ الدوْح غنّي شعْرَنا
فالأغاني هيَ أسْرارُ السعادةْ
ردّدي الألْحانَ إنّي عاشقٌ
وأضاعَ العشْقُ عقْلي ورشادهْ
فمتى تحْنو لميسٌ ؟ - ويلها -
فالهوى أضْنى فؤادي وأبادهْ
إنْ تكنْ ترْجو مماتي إنّني
لا أرى الموتَ لها غيرَ شهادةْ
سوف أفْديها وأفْدي نهْدَها
فهْوَ ممّنْ يسْتحقّون العبادةْ
( 2 )
منذ أنْ جاءتْ لميسٌ نحْونا
قلتُ ربّي قدْ خلقْ شمْساً جديدةْ
كوكباً لاح مضيئاً حولنا
أبهرَ الدّنْيا بأشْكالٍ جديدةْ
فتنةً شقّ فؤادي حسْنُها
دونما ذنْبٍ وكم كانتْ سعيدةْ
ثغرُها نبعٌ لخمْرٍٍ مسْكرٍ
نهدُها طيرٌ وأرْجو أنْ أصيدهْ
كلّما مرَتْ أمامي - ويلتا -
فزّ قلبي راجياً صيدَ الطريدةْ
يتبع
( 3 )
.
.
إنْ أتتْ نحْوي تراني ساجداً
ونساء العُرب قبْلي ساجداتْ
اعْترافاً يا صديقي أنّها
فوق كلّ الناس فوق الكائناتْ
إنْ بدتْ لا شيءَ يبدو غيرُها
وعيونُ الخلق فيها شاخصاتْ
لستُ وحدي في هواها عالقاً
فنساءُ الكون مثْلي عالقاتْ
من بحر الرمل إلى الوافر
( 4 )
.
.
تُعذّبنا لميسٌ كلّ يومٍ
ولم ترحمْ ضعافَ المسلمينا
وما نرجو سوى نهدٍ تدلّى
كعنْقودٍ يهزُّ العالمينا
لميسٌ دوحةٌ خضراءُ باتتْ
كجنّاتٍ تسرُّ الناظرينا
وفيها الشهْدُ واللبنُ المصفّى
و خمرٌ لذّةٌ للشّاربينا
متى تحنو علينا يا صديقي *
فكم صحْنا هنا ولكم بكينا !!
أما تدري بأنّا ما فُطمْنا
وما زلنا صغاراً حالمينا !!
.
* تأبط شعراُ
( 5 )
.
.
لميسٌ أنتِ معجزةٌ .. كتبتُ بها دواويني
وبعتُ لأجلها أهْلي ... فجودي اليوم واشْفيني
فنهدُكِ كم يُعذّبني ... ويقتلني ويُحييني
أيا صدراً ألُوذُ بهِ ... إذا ضاعتْ عناويني
فيُنْسيني عذاباتي ... ويُطعمني ويُسْقيني
أتيتُكِ مؤمناً حقاً ... بلا شكٍّ يُدانيني
بأنّكِ جنّةُ الدنيا ... وفردوسُ البساتينِ
.
يتبع
ألا هبي بنهدك فارضعينا
ولا تبقي حليب العاشقينا
وهاتي من رضابك كأسَ خمرٍ
لنشربها ونسقي الظامئينا
منعتِ الماءَ يا (لوسي ) وبتنا
على ظمأٍ’ فخافي اللهَ فينا
لقد طاف الربيع على المغاني
فروّاها وغادرنا حزينا
فمن ذا يبلغ الأعضاءَ عنا
بأنا في مشاعرنا ابتلينا
تعذبنا (لميسٌ ) دون ذنبٍ
سوى أنا اعتنقنا الحبَّ دينا
.
.
تلاحقني لميسٌ في منامي .. ونقْضي الليلَ غرقى في الغرامِ
وأسْرُقُ قُبْلةً منها وأمْضي .. فتضْحكُ وهْي قائلةٌ : حرامي
وتلْحقني وتُمْسكُ لي يديّا .. تقول : أخافُ وحْدي في الظلامِ !!!
فأحْضنُها وتحْضُنُني إلى أنْ .. تكسّرتِ العظامُ على العظامِ
وأنْقُرُها وتنْقرُني بثغْري .. مراراً يا صديقي كالحمامِ
وتُسْقيني من الشفتين خمْراً .. فنسْكرُ ثمَّ نرقصُ في سلامِ
ويدْعونا الهوى فأقولُ مهْلاً .. لأُسْمعَهَا أعاجيبَ الكلامِ
فتشْدو شِعْريَ الحاني بصوتٍ .. رخيمٍ وهْيَ جالسةٌ أمامي
وتحْملُني وأحْملُها ونمْضي .. سريعاً نحْو ذيّاكَ المقامِ
عُراةً كيف صرْنا ويلَ حالي .. وتشْكُو القحْطَ - ويلاهُ - لظامي
ويا ويلاه من نهدين باتا .. كعصْفورين ناما في المقامِ *
فلما أنْ رأتْني كدتُ أبْكي .. وكدْتُ أُجنُّ من فرط الهيامِ
فقالتْ : يا صغيري أنت طفلٌ .. وبعْدُكَ لم تصلْ سنَّ الفطامِ !!
فرحْتُ أُمصْمصُ النهدَين مصّاً .. وأمْضغُها سعيداً ألفَ عامِ
وطارَ العقلُ من رأسي وراحتْ .. تُمسّحُني وتجمعُ لي حطامي
وصرتُ أصيحُ كالأطفال حتّى .. غدا فمُها - لتُسْكتني - لجامي
وقالتْ : يا ( حكيمُ ) كفاك ندْباً .. بهذا الوقت ممنوعُ الكلامِ
وتلعنُ ( تيمَ ) لعناً ثمَّ ( يحْيى ) .. لأجلي ثم تلعبُ في حسامي
فشعّ النورُ ثم سمعتُ أمّي .. تقولُ تقولُ : هيّا للدّوامِ !!
.
عبدالحكيم العوفي