أُعلنت، مساء السبت، جوائز الدورة الـ60 لمهرجان برلين السينمائى الدولى،
حيث رأس لجنة التحكيم فنان السينما الألمانى العالمى الكبير ورنر هيرزوج.
فاز الفيلم التركى «عسل» إخراج سميح كابلانوجلو بجائزة الدب الذهبى، أرفع
جوائز المهرجان، وهى أول جائزة ذهبية فى برلين، وثانى جائزة ذهبية فى
المهرجانات الكبرى الثلاثة (كان وفينسيا وبرلين) بعد سعفة «كان» الذهبية
التى فاز بها «الطريق» إخراج الراحل يلماز جوناى عام 1982.
فاز الفيلم
الرومانى «إذا أردت أن أصفر.. سوف أصفر» إخراج فلورين سيربان بجائزة لجنة
التحكيم الكبرى، وجائزة أحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول، التى تحمل اسم
ألفريد باور، مؤسس المهرجان. وفاز رومان بولانسكى بجائزة أحسن إخراج عن
الفيلم الفرنسى «الكاتب الشبح».
وفاز الفيلم الصينى «انفصال.. اتصال»
إخراج كيوان آن بجائزة أحسن سيناريو (كتبه مخرجه مع نا جين)، وبينما فازت
شينوبو تيراجيما بجائزة أحسن ممثلة عن دورها فى الفيلم اليابانى «النطفة»
إخراج كوجى واكاماتسو، تقاسم جائزة أحسن ممثل جريجورى دوبرياجين وسيرجى
بوسكيباليس عن دوريهما فى الفيلم الروسى «كيف أنهيت هذا الصيف» إخراج ألكسى
بوبوجريبسكى، الذى فاز أيضاً بجائزة أحسن إسهام فنى لمصوره بافل
كوستوماروف.
وهكذا فازت ستة أفلام بجوائز المهرجان الثمانى بفوز
الفيلمين الرومانى والروسى بجائزتين لكل منهما. والأفلام الستة من 3 دول
أوروبية فازت بـ5 جوائز، و3 دول آسيوية فازت بـ3 جوائز. وخرجت السينما
الأمريكية، أقوى سينما فى العالم، التى اشتركت بـ3 أفلام، والسينما
الألمانية التى يقام المهرجان على أرضها واشتركت بـ3 أفلام أيضاً، وهو
العدد الأكبر من دولة واحدة، من دون أن يفوز أى من الأفلام الستة بأى
جوائز.
وخرج ثلاثة مخرجين سبق أن فازوا بـ«الدب الذهبى» من دون أى جوائز
أيضاً وهم البريطانى وينتر بوتوم والصينى زانج ييمو والبوسنية ياسمين
زبانيك.
مفاجأة «الدب الذهبى»
جاء فوز الفيلم التركى مفاجأة، فهو
فيلم جيد ويستحق التقدير، ولكن ليس بـ«الدب الذهبى». وكان قد سبق فوز
المخرج الألمانى من أصل تركى فاتح آكين بـ«الدب الذهبى» عن فيلمه الألمانى
«وجهاً لوجه» عام 2004، ومعروف أن الجالية التركية من كبرى الجاليات
الأجنبية فى ألمانيا، وكبرى الجاليات الإسلامية، وهناك رغبة حقيقية فى
ألمانيا لإدماج الجاليات الأجنبية فى المجتمع.
كان المتوقع فوز فيلم
بولانسكى بـ«الدب الذهبى» ولكنه فاز بجائزة أحسن إخراج، وسوف يظل من
الألغاز كيف يكون أحسن فيلم ليس أحسن إخراج وأحسن إخراج ليس أحسن فيلم.
وعندما أتيحت لى الفرصة لإلغاء هذا التناقض عندما كُلفت بوضع لائحة مهرجان
أبوظبى عند تأسيسه عام 2007 لم أتردد، وجعلت جائزة أحسن فيلم مناصفة بين
المخرج والمنتج مع إلغاء جائزة الإخراج، واتبع مهرجان روما القاعدة نفسها
عام 2008.
مبالغات من دون مبرر
ورغم توقع فوز الفيلم الرومانى فقد
كانت هناك مبالغة فى تقديره بفوزه بجائزة لجنة التحكيم وجائزة الفيلم
الأول، وكانت تكفى. ورغم جودة الفيلم الروسى فقد كانت هناك مبالغة فى فوزه
بجائزتين أيضاً (أحسن ممثل وأحسن إسهام فنى)، وجاءت هذه المبالغات من دون
مبرر، وعلى حساب فيلمين كان يجب أن يفوزا بجائزتين فى مسابقة حفلت بالعديد
من الأفلام التى تستحق التقدير. وجاءت جائزة السيناريو فى مكانها تماماً،
وكذلك جائزة أحسن ممثلة.
وكما ذكرنا لم يكن من الممكن تجاهل الفيلم اليابانى بأسلوبه وموضوعه ونظرته من لجنة تحكيم يرأسها هيرزوج.